منذ مطلع القرن العشرين وكان الهدف الأول والأخير للصحفيين المصريين هو إنشاء نقابة تجمعهم، ولكن هذا الحلم لم يكتمل إلا في 31 مارس 1941 ميلادي، ومن هذا التوقيت تعالى أصوات الصحفيين من أجل اكتمال إنشاء نقابة الصحفيين لكي تكون مكان آمن لجميع الصحفيين، وقد تكلل هذا الاحتفال في إصدار القانون رقم 10 لسنة 1941 المتعلق بإنشاء النقابة، وكذلك العمل على إعداد وتجهيز مجلسها المؤقت.
إصدار نقابة الصحفيين
ومن أجل تطبيق هذا القرار و تأسيس نقابة الصحفيين، قد اعتمده ووافق عليه ملك مصر والسودان فاروق الأول في هذا التوقيت، والذي نص على تنظيم الصحافة وعمل نقابة تدافع عن حقوق الصحفيين، الذي لهم دور كبير في النضال والمكافحة، في مصر من أجل إعداد كيان كبير قد يضهم، ويعمل على تنظيم العمل الصحفي ويدافع عن حقوق العاملين بها، ومنذ ذلك الوقت وأصبح هو الملاذ الآمن لكل الصحفيين.
جريدة الأهرام ونقابة الصحفيين
وفي حقيقة الأمر، انطلق الحلم الأول من تأسيس نقابة الصحفيين من جريدة الأهرام في عام 1891م، ومنذ انطلاق هذه الدعوة، قد انطلقت عدد كبير من الدعوات الأخرى من صحف أخرى كانت متواجدة في البلاد المصرية.
كما أنه في عام 1912، قد قام عدد من أصحاب الصحف بالتوجه للعمل على إعداد نقابة الصحفيين، لتضم جميع الصحفيين المصريين، وقد تم انتخاب جمعيتها العمومية «مسيو كانيفيه» صاحب جريدة «لاريفورم» بالإسكندرية نقيبا، وكذلك «فارس نمر» وأحمد لطفى السيد وكيلين، لكن الحلم لم يكتمل، حيث انتهت النقابة وتدمرت بقيام الحرب العالمية الأولى وبعد انتهاء الحرب كون 5 من الصحفيين وهم داود بركات و اسكندر سلامة ومحمد حافظ عوض، و جورج طنوس رابطة هدفها العمل على إنشاء نقابة الصحافة.
وبعد إصدار دستور 1923 قد تسابق 3 من الصحفيين وهم أمين الرافعى ومحمد حافظ عوض وليون كاسترو لمقابلة رئيس الوزراء وطلبوا منه إصدار قانون من أجل إنشاء نقابة للصحفيين، وبالفعل قد اجتمع عدد كبير من أصحاب الصحف ومحرريها، وقد توجهوا من أجل العمل على إعداد مشروع النقابة، ثم توجهوا للعمل على قيامها وتجهيزها، ولكن كل هذه المحاولات لم يتم حصولها على اعتراف أو على تشريع أو قرار رسمى حتى صدر مرسوم باعتماد نظام جمعية الصحافة فى 20 إبريل سنة 1936 فى عهد وزارة على ماهر غير أن البرلمان لم يعتمد هذا المرسوم ومن ثم لم يحظ بالتنفيذ وفي 27 نوفمبر 1939 تقدم رئيس الوزراء علي ماهر إلى مجلس النواب بمشروع إنشاء نقابة للصحفيين أعده رائد الحريات العامة وحرية التعبير والصحافة آنذاك محمود عزمى، وظل فى حالة جدل إلى أن صدر القانون رقم 10 لسنة 1941 فى 31 مارس بإنشاء النقابة.
نقابة الصحفيين
والجدير بالذكر، أنه بعد القرار المتمثل في إنشاء نقابة الصحفيين، وتتكون النقابة من نحو 12 عضو، حيث 6 أعضاء من أصحاب الصحف، و 6 أعضاء آخرين من المحررين، وقد مرت النقابة بعدد من التغييرات حتى وصلت في النهاية إلى هنا.
“تكريمًا لجهوده الحثيثة، قاد الدكتور محمود فهمي النقراشي، رئيس الوزراء آنذاك، جهوداً مضنية حول تحقيق تقدم ملموس في موضوع مهم، وقد أفتتح رئيس الوزراء لأول مرة اجتماعاً مع مجلس النقابة، بعد مبادرته المثمرة، حيث تم عرض مطلب النقابة والموافقة على تخصيص 40 ألف جنيه لتحسين مبنى النقابة، مع تعهده بتوفير أحدث المفروشات لإبراز مكانتها كمنارة للحضارة المصرية العريقة.
وفي إشارة إلى أهمية دور النقابة، أعلن رئيس الوزراء عزمه استضافة الوفود الأجنبية في نقابة الصحفيين، وصفها بأنها “مرآة صادقة للمجتمع المصري”، وتحمل هذه المبادرة بصمات المهندس د. سيد كريم، الذي قام بتصميم نموذجي للنقابة، وتم وضع حجر الأساس للمبنى في أول يونيو 1947، وافتتح رسميًا في 31 مارس 1949، بتكلفة تجاوزت 701 ألف جنيه.
ومنذ ذلك اليوم يتم عقد اجتماع في النقابة للاحتفال بإنشاء نقابة الصحفيين في يوم 31 مارس من كل عام.