في ظل حلول شهر رمضان الكريم، تواجه الشعب الليبي أزمة خانقة في توفير اللحوم، حيث يُعاني من تداعيات انتشار مرض الحمى القلاعية، الذي أدى إلى إغلاق العديد من أسواق بيع الماشية في البلاد، ومن بين هذه الأسواق الهامة، سوق أجدابيا الذي شهد إغلاقه نتيجة الاشتباه في انتشار المرض داخله.

أسباب إغلاق أسواق اللحوم 

وفي تصريحات لرئيس لجنة مكافحة مرض الحمى القلاعية في بلدية أجدابيا، علي بوحليقة، أكد أن البلدية تمتلك ثروة حيوانية هائلة، إلا أن إغلاق السوق جاء كإجراء وقائي لمنع انتشار المرض الذي يهدد الثروة الحيوانية في البلاد بأكملها. وحتى الآن، لم يتم تحديد حالات النفوق بدقة، مما يجعل الوضع يبدو أكثر تعقيدًا وخطورة.

وبحسب تصريحات رئيس لجنة إدارة المركز الوطني للصحة الحيوانية، الدكتور عبد الرحمن أجبيل، فإن المرض ينتشر بوتيرة مستمرة في عدة مناطق من ليبيا، ورغم أنه محدود النطاق حاليًا، فإن الإجراءات الاحترازية تظل ضرورية للحد من انتشاره.

إجراءات الحكومة الليبية لتوفير اللحوم 

تجاوبًا مع هذه الأزمة، اتخذت الحكومة المكلفة من مجلس النواب سلسلة من الإجراءات العاجلة، بينها غلق أسواق الماشية ومنع نقلها بين البلديات، وتعاقدها على شحنة من اللقاحات المضادة للمرض، التي من المتوقع وصولها خلال الأسبوع المقبل.

وبالتزامن مع هذه الجهود، فإن وزارة الزراعة بدأت بتشكيل فرق عمل ميدانية وحقلية لتلقيح الأغنام والأبقار والماعز، بهدف الحد من انتشار المرض والحفاظ على الثروة الحيوانية.

ومع تزايد حالات الإصابة وانتشار المرض، شهدت أسعار اللحوم ارتفاعًا غير مسبوق، حيث بلغ سعر لحم الخروف المحلي ما بين 85 و90 دينارًا للكيلو، ولحم الجمل بين 65 و 60 دينارًا، ولحم الأبقار 55 دينارًا للكيلو.

أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في ليبيا 

يعود هذا الارتفاع الكبير في الأسعار إلى نفوق أعداد كبيرة من الأغنام والماشية في المناطق الشرقية والغربية من البلاد، جراء تفشي مرض الحمى القلاعية، مما أضاف إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الشعب الليبي.

وتأتي هذه الأزمة بعدما عانت ليبيا من آثار كارثية للعاصفة “دانيال” في سبتمبر الماضي، التي أدت إلى نفوق نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية، وما زالت البلاد تعاني من تداعياتها حتى الآن.

وفي الختام، فإن الحكومة تواجه تحديات كبيرة في التصدي لهذه الأزمة المتعددة الأوجه، ومن المأمول أن تستمر جهودها في مكافحة انتشار المرض واستقرار أسواق اللحوم، لتخفيف معاناة الشعب الليبي خلال هذا الشهر الفضيل.