إن إلقاء نظرة أعمق على بنية مكونات العلف يبرر مدى الإهتمام بالفوسفور، حيث يعد الفوسفور ثالث أغلى عنصر غذائي في أعلاف الدواجن بعد الأحماض الأمينية والطاقة.
لذا بات من الضروري زيادة كفاءة الاستفادة من الفوسفور لتقليل تكاليف الأعلاف. للعلم أنه ما يقارب من ثلثي الفوسفور الموجود في الأعلاف النباتية مرتبط بحمض الفايتيك والذي يعتبر ضعيف الهضم بالنسبة للطيور. بالإضافة إلى ذلك، فإن حمض الفايتيك لديه قدرة فائقة على ربط المكونات الأخرى في الأعلاف مثل الكاتيونات متعددة التكافؤ والأحماض الأمينية والنشا، مما يقلل في هذه الحالة من توافر أو إتاحة هذه العناصر الغذائية.
يحفز إنزيم الفايتيز Phytase (myo-Inositol Hexakisphospho Hydrolase) على حدوث عملية الفصل التدريجي للفوسفور من جزيء حمض الفايتيك (myoinositol hexakisphosphate) أو ملحه، يعني بداية فصل أو تحرير الفيتات.
حيث تبدأ نقطة لتحرير الفوسفات عن الفيتات في بعض إنزيمات الفايتيز من تحرير ذرة الكربون رقم 6 (6 – فايتيز)، بينما تبدأ في بعض الإنزيمات الأخرى في تحرير ذرة الكربون رقم 3 (3- فايتيز).
في حين أن 6 – فايتيز أو 3- فايتيز هما فقط اللتان توجدان في الأعلاف، فبعد فصل الفوسفور عن الكربون رقم 6 أو 3، تصبح بنية الفيتات شديدة المقاومة فيصبح تحرير الفسفور المتبقي أكثر صعوبة، الا إذا كانت جميع أنواع الفايتيز موجودة في العلف، من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن نشاط إنزيمات الفايتيز يتأثر بعوامل مختلفة منها:
- تخريب الحرارة للإنزيم أثناء عملية كبس الأعلاف المحببة، وطرق المعالجة الأخرى للأعلاف.
- حساسية الفايتيز للإنزيمات الأخرى كالأنزيمات البروتينية الموجودة في القناة الهضمية.
- المدى الواسع من الأس الهيدروجيني (pH) للقناة الهضمية للدواجن.
- القدرة على إجراء عملية الخلط للإنزيم بشكل متجانس مع العلف.
- فقدان نشاط الإنزيم أثناء التخزين.
- تأثير درجة الحرارة ودرجة الحموضة في مياه شرب الدواجن.
- القدرة التعادلية (Buffering) للأعلاف.
- تأثير تفاعل وتداخل إنزيم الفايتيز مع الإنزيمات الخارجية الكربوهيدراتية والبروتينية.
- سرعة مرور محتويات الجهاز الهضمي للدواجن.
- إختلاف بنية الفيتات في النباتات المختلفة.
حيث تعتبر كمية الفيتات والكالسيوم وفيتامين D في العلف من العوامل التي تؤثر على كفاءة إنزيمات الفايتيز.
أ. د. محمد الزوقري
