أخذت أسعار اللحوم الحمراء في مواكبة الارتفاعات والمغالاة الواقعة في أسعار السلع الغذائية التي حدثت الأسواق الفترة الأخيرة، ولكن كان للحوم نصيب الأسد من هذه الارتفاعات، فقد وقعت الارتفاعات بسبب وبدون سبب، فأغلب العاملين في القطاع أكدوا على أن الارتفاعات غير مبررة بالمرة، فمن المفترض أن ترتفع ولكن ليس بهذا الشكل.

وفي سياق آخر، أوضح المهندس وسام الحكمدار المدير التنفيذي لمزارع المدثر للإنتاج الحيواني في تصريحات خاصة ل بيطري توداي أنه من المتوقع ارتفاع أسعار اللحوم الفترة المقبلة بطريقة صعبة للغاية، مبرراً أن الارتفاع هو المحطة الأخيرة التي يرسي عليها أسعار اللحوم الحمراء، أي أن السوق قابل للارتفاع ثم للانخفاض ثم للارتفاع مرة أخرى.

الاستيراد هو الحل

ومن أجل الخروج من مأزق ارتفاع أسعار اللحوم، طالب “الحكمدار” بضرورة التدخل الفوري للحكومة، وتسعى لتوفير العجول السوداني باعتبار أن السوق يعاني من شحية واضحة في هذه اللحوم، متمنياً نزول الأسعار قبل شهر رمضان المبارك.

ومن خلال رؤيته للوضع الراهن للسوق، أكد على أن اللحوم المتواجدة في المعارض غير كافية على الإطلاق، باعتبار أن كل شادر يحتوى على عجل واحد فقط، كما أن أسعارها تسجل نحو 350 جنيها للكيلو الواحد، في حين اللحوم في محلات الجزارة تسجل نحو 400 و 450 جنيها، ففى حال تدخل الدولة وقامت بتوفير العجول سوف تنخفض اللحوم بالتبعية.

ركود مميت في قطاع اللحوم 

وفي ظاهرة غريبة، قال المدير التنفيذي لمزارع المدثر للإنتاج الحيواني أن حالة السحب مميتة للغاية، حيث أن العجل قد يتوفر لدى الجزار من 3 إلى 7 أيام تقريباً، وهذا ما يؤكد على ضعف حالة السحب، معاتبا الجزار على أنه السبب في هذه الارتفاعات في الدرجة الأولى، قائلا نصا ” الجزار بيدبح الناس”.

واشتكى أيضا من قلة الرقابة المفروضة على الأسواق، حيث انعدامها تكون سبب في ارتفاع الأسعار بالشكل الذي نراها الآن، متمنياً أن يحدث مقاطعة لشراء اللحوم فعلياً كما يحدث في المبادرات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي للحد من الارتفاعات المبالغ فيها.

وفي مقارنة سريعة، لحجم المعروض من اللحوم الحمراء في نفس التوقيت من العام الماضي، قد تراجعت الإنتاجية بمعدل 40%، بينما تراجعت حالة السحب بمعدل 50% عن العام الماضي.