تحتل الإبل في السودان المرتبة الثانية عالمياً، متفوقة على عدد كبير من الدول العربية والأجنبية، حيث يصل عدد الإبل المتواجدة في السودان إلى حوالي 4 مليون رأس أو أكثر، ولكن على الرغم من كل هذا العدد، ما هو دور الإبل في تحقيق الأمن الغذائي في البلاد.
في حقيقة الأمر يقال أن الإبل ليس لها مردود اقتصادي قوي على البلاد، ولم يظهر ذلك في الفترة الأخيرة، بل إنه ظل مهدور لوقت طويل جداً، ولكن ما السبب، هل لا يساعد في الإنتاج إطلاقاً، بل إن إنتاجية الإبل ضعيفة، هذه الأسئلة يستدعى الوقوف عندها من أجل التأمل في حقيقة الإبل في البلاد، لذا من خلال بوابة بيطري توداي نوضح إنتاجية الإبل ومدى مساهمتها في الأمن الغذائي في سياق التقرير التالي:
إنتاجية الإبل في السودان
قد تساهم الإبل في إنتاجية اللحوم بنسبة بسيطة، حيث يبلغ إنتاج الإبل من اللحوم الحمراء في البلاد نسبة 6%، أي إنتاجها السنوي يقدر بحوالي 81 ألف طن، وهذا ما يمثل إنتاجا كافيا من اللحوم للسكان السودانيين، وهذا ما يدل على مشاركة الإبل في الإنتاجية، وأن له دور حتى ولو كان ضعيف مقارنة بباقي الأنواع الأخرى من الحيوانات الموجودة في البلاد.
إنتاجية الإبل من الحليب في السودان
على الجانب الآخر، قد نجد أن انتاجية الإبل من الحليب في السودان ليست في نفس المقارنة مع إنتاجية اللحوم، حيث لا يتخطى معدل الإنتاج السنوي لحليب الإبل 41 ألف طن في المتوسط، أي أنه لا يتجاوز الـ 1% من الإنتاجية.
وعلى الرغم من هذه الإنتاجية الضعيفة جداً للألبان، إلا أن هذه النسبة قد تساعد في أن تكون الغذاء الرئيسى لمربي الإبل الذين يتواجدون في البيئة الصحراوية المجدبة وفي القرى والأرياف المتاخمة لمضارب رعاة الإبل في المناطق القاحلة والهامشية.
بالإضافة إلى أن هذه النسبة قد تعتبر أيضاً وتعرف بأنها المصدر الوحيد الذي قد يتم الاعتماد عليه في تناول الألبان في أشهر الصيف الجافة، وذلك لأن في هذه الفترة قد ينعدم فيها انتاجية الحليب تماماً مثلما هو يتواجد في الحيوانات الأخرى.
والجدير بالذكر، أن هذا الحليب قد يتزاحم الطلب عليه في المدن، حيث يعتمد العديد على هذا الحليب للاستشفاء من أمراض كالسكري وسرعة التئام الجروح ونزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي، كما أن هناك بعض الأشخاص قد يستخدمها من أجل التحكم في معدل انخفاض نسبة الدهون فيه تفادياً لإشكالات ارتفاع معدل الكولسترول في الدم.
استغلال حليب الإبل
ونوهت المراكز العلمية في السودان، وكذلك الأبحاث والتقارير العلمية التي تشير إلى أنه يتم العمل على زيادة إنتاج حليب الإبل، فضلاً عن التوجه إلى تسويقها والترويج له من أجل العمل على تنمية و زيادة دخل صغار المربين والمحافظة على بيئتهم، وأن نجاح أنشطة المشروع في الدول العربية الثلاث سيساهم في توسيعه ليشمل دولاً عربية أخرى.