يعتبر مرض البروسيلا من أخطر الأمراض التي تصيب الحيوانات، فقد يصل حد المقاومة إلى الذبح والتخلص من الحيوان المصاب، ولذلك ومن خلال بوابة ” بيطري توداي” سنوضح بعض المعلومات حول التخلص من البروسيلا في سياق التقرير التالي:

مقاومة البروسيلا

تعتمد سياسة مقاومة هذا المرض في الحيوان على عدة محاور، وهي سياسة الاختبار والذبح ، كما أنها سياسة ناجحة وفعالة في مقاومة المرض، وتستعمل في الكثير من بلدان العالم وذلك بإجراء:

 الاختبار الدوري للحيوانات بصفة دورية مرتين في العام وخاصة حيوانات المزارع التي بها سجلات دقيقة مسجل فيها أرقام الحيوانات .

لابد من إجراء أكثر من اختبار ولا يتم الاعتماد على اختبار واحد، حيث الاختبارات الأولية RBPT and BAPAT والعينات الإيجابية يتم تأكيدها باستخدام CFT.

ذبح الحيوانات الإيجابية وتعويض أصحابها بتعويض مجز يسمح لهم بإعادة تربية حيوانات أخرى.

إجراء التحصينات باستعمال لقاحات مناسبة للأبقار والأغنام.

 التحصين في الأبقار في البروسيلا

التحصين باستخدام RB 51 vaccine ، ويبدأ التحصين من عمر 4 الى 6 شهور ويكرر قبل التلقيح،  ويعاد تحصين الأبقار سنويا والأفضل تحصين الحيوانات بعد الولادة من شهر إلى شهرين، بينما تحصين الحيوانات العشار له قيود و في الضرورة فقط لما يسببه اللقاح من نسبة اجهاضات تصل بحد أقصي إلي % 2 ، و  في البلاد والمناطق ذات نسب الإصابة العالية يكون الهدف المرحلي هو تقليل الحالات المصابة من خلال التحصين مع تطبيق الإجراءات الصحية بشكل جيد.

 و في هذا الوضع، التحصين على نطاق واسع يستخدم كمرحلة أولى للسيطرة على المرض قبل تطبيق مرحلة الفحص وذبح الحالات الايجابية، و التحصين يحد من مخاطر الإجهاض ويقلل من كميات إخراج الميكروب من الحيوانات المصابة، فالتحصين بمقدوره اختزال أعداد الحالات المصابة في قطيع بأكثر من % 90 لو تم تطبيقه لمدة خمس سنوات.

 التحصين في الأغنام من البروسيلا

أما في حالة الأغنام فإنها تحصن بلقاح الريف( 1 Rev.1) التعامل مع حالة حقلية لإصابة مزرعة بالبروسيلا:

عزل الحالات المجهضة وعدم خلطها بباقي أفراد القطيع و أخذ عينات من المشيمة ومحتوي المعدة الرابعة من الأجنة المجهضة لعزل الميكروب وتصنيفه.

التخلص من المشيمة و الأجنة المجهضة بالحرق و تطهير أماكن الإجهاض و الولادة باستخدام مركبات اليود ,رابع كلوريد الأمونيوم و الفورمالين.

إيقاف التلقيح الطبيعي (الطلايق)و العمل باستخدام التلقيح الصناعي واستخدام بدائل الألبان كمصدر للرضاعة للحد من انتقال الميكروب لعجول الرضاعة عن طريق اللبن.

القضاء علي القطط و الكلاب والفئران و الثعالب والغربان والطيور الجارحة داخل و بجوار المزرعة.

رفع الحالة المناعية العامة للقطيع باستخدام رافعات المناعة المختلفة علي العليقة و مضادات السموم أيضا بالإضافة إلي البروبيوتك بخاصة أنواع البيديكوكس في ماء الشرب.

فحص جميع حيوانات القطيع باستخدام RBPT and BAPAT وتأكيد العينات الإيجابي باستخدام CFT or.cELISA

يستمر الفحص للقطيع شهريا إلي أن يتم الحصول علي أكثر من ثلاثة اختبارات سيرولوجية سلبية متتالية بين الاختبار والأخر علي الأقل 21 يوما.

في كل مرة يتم تشخيص حالات إيجابية لابد من عزلها فورا من داخل القطيع ومنع الاتصال المباشر بينها وبين باقي أفراد القطيع.

الحالات الخالية من العشر (الفارغ) يتم ذبحها كمصدر للحم و الحالات العشار يتم عزلها خارج القطيع إلي أن تتم الولادة و إتباع كل المعايير الصحية الصارمة ثم يتم ذبحها كمصدر للحم واللبن في أثناء هذه الفترة يتم بسترته ولا يتم خلطه باللبن السليم.

العجول المولودة من أمهات مصابة يتم وضع علامات خاصة بها ويتم تسمينها لتصبح مصدرا للحم يجب اعتبار كل العجول في القطعان المصابة مصادر عدوى مستقبلية،  حيث أن العجول ذات الإصابة الكامنة والسلبية الاختبارات السيرولوجية تبقى كذلك حتى منتصف فترة الحمل أو بعد ذلك من حملها الأول فيما يعرف بظاهرة انهيار العامين Two-year break down syndrome التحصين باستخدام لقاح RB 51 نبدأ بالعجلات من سن 4 شهور والأبقار غير العشار.

 يعرف لقاح RB 51 لقاح حي مضعف خشن محضر كطفرة للبروسيلا أبوراس قادر على توفير الحماية ضد الإصابة وضد الإجهاض مثله مثل لقاح العترة 19 ولكنه يمتاز بأنه لا ينتج أجساما مناعية يمكن رصدها الاختبارات السيرولوجية المستخدمة مما يساعد على تمييز الحيوانات المطعمة من المصابة. 

ينصح بتحصين العجلات البكارة أكبر من عمر 4 شهور ولكنه قد يسبب التهاب المشيمة إذا أعطى لحيوانات عشار 6 شهور مما يسبب ولادة مواليد غير تامة النمو أو النضج .Premature birth بعد التأكد من سلبية المزرعة يتم فحصها كل 6 أشهر.

 وقاية المزرعة من دخول البروسيلا

يجب تطبيق كل شروط الأمان الحيوي والحد من تواجد الكلاب والقطط والفئران وعدم دخول أي حيوان للقطيع إلا بعد إجراء الاختبارات السيرولوجية والتأكد من سلبيته، مع المنع منعا باتا باستخدام مصادر العلف الخضراء مثل البرسيم من أراض سبق عليها الرعي من أغنام و خلافه لذا يرجى التأكد من مصادر العلائق الخضراء المقدمة.

الحد من وجود حيوانات الرعي بجوار المزرعة، والتأكيد على الأطباء والمهندسين وجميع العاملين بالمزرعة بعدم التعامل مع أي حيوانات خارج المزرعة مع وجود ملابس و أحذية خاصة بالمزرعة لا يجوز الخروج بها خارجها.

الفحص الدوري للمزرعة كل 6- 3 شهور والتحصين باستخدام لقاح RB51 كما سبق ذكره والحد من التلقيح الطبيعي.

جهود الدول للتخلص من البروسيلا

وهناك من المحاور مجتمعة سوياً التي تساعدنا على مدى عدد من السنين لكي نتخلص من هذا المرض أو على الأقل تقليله إلى أقل نسبة ممكنة، وخاصة إذا علمنا أن دولة مثل بريطانيا استغرق فيها التخلص من هذا المرض حوالي عشرين عاما كاملة لكي تعلن أنها خالية منه في عام 1981 ، ومع هذا فقد ورد ذكر بريطانيا مرة أخرى في النشرات الوبائية الحديثة في تسعينيات القرن العشرين بوجود حالات أخرى للبروسيلا بين الحيوانات، لذلك تم السيطرة عليها عن طريق:

وجوب التعاون بين الهيئات البيطرية ومديريات الشئون الصحية لتقييم هذا المرض وإعطائه مزيداً من الاهتمام وخاصة أنه في تزايد مستمر مما يحتم ضرورة مقاومة المرض في الحيوان لأنه المصدر الرئيسي للعدوى في الإنسان.

ضرورة العمل على تداول الألبان في صورة مبسترة، وكذلك ينبغي أن تكون منتجات الألبان من ألبان مبسترة، وهذا ليس للوقاية من البروسيلا فقط، ولكن للوقاية من العديد من الأمراض التي تكون الألبان سببا في انتشارها، أما إذا تعذر هذا فلابد من غلى اللبن مدة كافية لا تقل عن عشر دقائق والامتناع تماماً عن استعمال اللبن في صورته الخام.

ضرورة إجراء اختبارات البروسيلا بصفة دورية كإجراء وقائي لمن يعملون في علاج الحيوان وتربيته كالأطباء البيطريين وعمال المزارع والمجازر والفلاحين المربين وتسهيل هذا الأمر عليهم وإجراء هذه الاختبارات بالمجان. 

عمل حملات للتوعية الصحية والبيطرية تجوب القرى والنجوع لزيادة الوعي بهذا المرض ومحاولة القضاء عليه أو الحد من انتشاره.