تعد تكنولوجيا التحبيب أو الكبس لأعلاف الدواجن من إحدى الطرق الشائعة الإستخدام والمثبتة علمياً وعملياً لزيادة الجودة وقابلية الهضم والامتصاص، وتقليل نسبة الفاقد وجعل استهلاك هذه الأعلاف أكثر سهولة. كما أن توفير حبيبات العلف المكبوسة عالية الجودة لقطيع الدواجن من قبل المربين وكذلك الجهود المبذولة لتوفير منتج عالي الجودة من قبل مصانع إنتاج الأعلاف  تعتبر أحد الاهتمامات الرئيسية في مجال إنتاج الأعلاف والتي سوف يتم نتطرق لتفاصيلها في هذا المقال.

أهمية الرطوبة للمحبب العلفي؟

تعمل نسبة الرطوبة العالية لأعلاف الدواجن الناتجة من مصانع إنتاج العلف المحبب على زيادة مخاطر إنتاج العفن والسموم الفطرية في العلف. بحيث تكون الأعلاف أكثر عرضة لنمو العفن في مركز المحببات وتظهر آثارها في الأداء الإنتاجي للطائر.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاهتمام بمستوى الرطوبة في المواد الخام التي تدخل المصنع وكذلك التركيز على مستوى الرطوبة للعلف المحبب الجاهز له أهمية اقتصادية كبيرة في تحديد قيمتها السعرية.

 وبناءا على ذلك فإن أخذ عينات من العلف المحبب المشترى من اي مصنع  وقياس نسبة الرطوبة مهم جداً، في ما يلي، سوف نناقش الأهمية والعوامل التي تؤثر على رطوبة العلف والحدود المسموحة بها من الرطوبة.

طريقة أخذ عينات العلف

 يتم أخذ عينات العلف بصورة عشوائية من مناطق مختلفة بحث تمثل العينة النهائية كل العلف أما بالنسبة لتقييم محتوى الرطوبة في العلف فيمكن وضع العينة داخل حاوية بغطاء أو كيس نايلون مضغوط، ومن ثم يمكن قياس محتواها الرطوبي باستخدام فرن التجفيف (Oven). تعتبر هذه الطريقة أكثر دقة لكنها تستغرق الكثير من الوقت.

 لكن الطريقة الأكثر شيوعاً والأسرع والمستخدمة في مصانع أعلاف الدواجن هي استخدام أجهزة قياس الرطوبة المحمولة. وعلى الرغم من أن دقة هذه الطريقة منخفضة، إلا أنها تُظهر النتيجة بسرعة وتعطينا رقم اولي لنسبة الرطوبة.

 متى يجب قياس الرطوبة في مصنع العلف؟

يجب قياس قياس نسبة رطوبة الأعلاف في مراحل الإنتاج المختلفة في مصنع أعلاف الدواجن في وقت إفراغ المواد الخام من الخلاط، العجانة، والمكبس، والمبرد وبعد التعبئة. يتم إجراء كل من هذه القياسات لأسباب وأهداف مختلفة والتي سيتم عرضها لاحقاً. 

محتوى رطوبة المواد الخام

يعد المحتوى الرطوبي للمواد الخام الداخلة في صناعة أعلاف الدواجن أحد مؤشرات التقييم النوعي الهامة عند شراء هذه الخامات، و على الرغم من أن مقدار رطوبة العلف تتراوح ما بين 8 و 12% حسب رطوبة البيئة، في حال وجود رطوبة عالية.

 للعلم انه ومن غير المرغوب فيه وجود رطوبة عالية وذلك لأنها تسبب زيادة خطر نمو العفن وإنتاج السموم الفطرية. ومع ذلك، يجب تقييم الرطوبة العالية خاصة في بعض المدخلات مثل نخالة القمح وكسب فول الصويا بعناية حيث يتراوح محتوى الرطوبة في هذه المواد بين 14 و 18% في كثير من الحالات ومن الممكن أيضًا أن تكون الرطوبة العالية ناتجة أصلا عن التخزين غير المناسب وكذلك عدم وجود الدقة في التحميل والنقل أو الاحتيال في العرض. لذلك من المهم جدًا قياس محتوى الرطوبة للمواد الخام عند دخولها المصنع.

محتوى الرطوبة بعد خلط العلف

عادةً ما تحتوي المواد الخام الأولية والتي تشمل الحبوب والمساحيق والمكملات والإضافات الأخرى على محتوى رطوبة مختلف لكل منها.

 أحياناً يتم إضافة المواد ذات الرطوبة العالية أو السوائل إلى الخلاط، وهذا الأمر يساعد في نجاح خلط العلف وتجانسه. من ناحية أخرى فإن لمحتوى الرطوبة بعد عملية الخلط وقبل دخول العجانة أهمية في تقييم أداء عملية التكييف أو العجن.

معالجة أو تكييف الأعلاف (الكونديشنر)

 توجد في الوقت الحاضر طرق مختلفة لمعالجة الأعلاف في الكونديشنر أو العجانة وتختلف هذه الطرق حسب نوع العجانة، مدة العجن، نسبة الرطوبة ودرجة حرارة العجانة. 

فمع زيادة عملية المعالجة أو العجن (درجة الحرارة، الزمن، الرطوبة، والبخار)، حيث يؤدي ذلك الى دخول المزيد من الرطوبة إلى أنسجة وأجزاء العلف وخاصة أجزاء النشا والسكريات المتعددة غير الذاتية (Non Starch Polyschraides) ويؤدي ذلك إلى حدوث عملية الجلتنة لهذه الأجزاء. 

مما يؤدي تباعاً الى حدوث تحسن في الصفات الفيزيائية للأعلاف. يُضاف البخار الى العجانة بثلاثة أشكال: بخار رطب، بخار مشبع وبخار ناعم جداً ، والذي يستخدم عادةً في عملية التكييف أو العجن، حيث يجب إضافة 5% إلى محتوى الرطوبة في العلف. 

وعادة ما تتراوح درجة حرارة العجن بين 75 و87 درجة مئوية. بالإضافة إلى ذلك، تتراوح مدة بقاء العلف في العجانة ما بين 15 و20 ثانية، وخلال هذا المدة واعتماداً على نوع النشا في الذرة، تتم عملية جلتنة النشا ويزداد معدل هضمه ويزداد التحلل والهضم للنشا في الجهاز الهضمي للطائر ويصبح هناك المزيد من النشا المتاح للطائر.

يعد وجود الرطوبة ودرجة الحرارة المناسبة أمرًا مهمًا جدًا لاستخدام رابطات العلف. حيث تزيد الأبخرة الرطبة من محتوى الرطوبة في العلف. قد يحتوي العلف الناتج من عملية التكييف أو العجن على حوالي 17 – 16% رطوبة.

 لكن هذه الرطوبة العالية يمكن أن تعمل على زيادة انسداد المكبس وتسبب انخفاض في مستوى أدائها الإنتاجي الافتراضي حسب توصيات الشركة المنتجة. ايضا تقلل من كفاءة الإنتاج والجودة الفيزيائية لمحببات العلف وتزيد من إهلاك خط الإنتاج والمكبس، من إحدى الطرق السريعة والفنية لتقييم المحتوى الرطوبي المناسب للعلف بعد التكييف هي أنه إذا كانت العلف متعجن قليلًا بعد خروجه من فتحات المكبس، فإن ذلك يعني أن محتوى الرطوبة للخليط كام مناسبًا.

أما إذا كانت التعجن مرتفع، فإن الرطوبة كانت مرتفعة، اما إذا لم يلتصق العلف ببعضه بعد خروجه من فتحات المكبس، فهذا دليل على أن الرطوبة كانت منخفضة. وتجدر الإشارة إلى أن استخدام رابطات العلف يمكن أن تقلل من انسداد واستهلاك الرولات. 

حيث يعد المحتوى الرطوبي غير الملائم للعلف بعد عملية التكييف علامة على أن جودة البخار المستخدم كانت غير مناسبة والتي يجب الانتباه إليها.

الكبس (Pelleting)

 كما ذكرنا سابقاً أن الرطوبة المناسبة تلعب دوراً مهماً في نجاح عملية الكبس للأعلاف، حيث تؤدي عملية الكبس وقلة ضغط البخار مقارنة بعملية العجن الى تقليل المحتوى الرطوبي.   

كلما كان حجم جزيئات العلف المجروشة أصغر بالنسبة لقطر فتحات المكبس كلما فقد العلف رطوبتة بشكل أسرع ويعطي نتائج أفضل في المرحلة التالية اي مرحلة التبريد والتجيفيف في المبرد (Cooler). 

في بعض المصانع ومن أجل إنتاج العلف البادئ ينتقل العلف بعد مرحلة الكبس الى مرحلة التفتيت بإستخدام المفتت (Crumble) ليتم إنتاج علف محبب أصغر حجمًا.

 يعد قياس نسبة الرطوبة بعد إنتاج الأعلاف أمرًا مهمًا لتقييم أداء العجانة والمبرد.

تبريد وتجفيف العلف في المبرد (Cooler)

 غالباً ما يتم تثبيت المبرد تحت المكبس مباشرتا بحيث يتم جمع العلف في المبرد بعد إجراء عملية الكبس.

 يجب أن يتم التبريد والتخلص من الرطوبة بشكل مناسب لأنه وفي حالة عدم التخلص من الرطوبة فسوف يؤدي ذلك الى تشكل قطرات ماء صغيرة على سطح العلف وتتسبب في تعفنه في المراحل قبل وبعد التعبئة.

 تعتبر مسامية وحجم جزيئات العلف، ورطوبته من الامور الهامة في نجاح عملية التبريد بواسطة للمبرد. أيضاً، من الامور الهامة الفاصل الزمني بين وقت نزول العلف وتفريغه من المبرد وتدفق الهواء فعادة ما يتم رش الإضافات السائلة للعلف بعد عملية الكبس وعادة ما يتم رش الأحماض الأمينية والفيتامينات ذات المقاومة المنخفضة للحرارة على العلف وتعد هذه الطريقة معقدة وصعبة حيث تتطلب الحاجة إلى زيادة قوة التجفيف للمبرد.

 لذا فإن القيام بعملية قياس الرطوبة بعد المبرد تعتبر مهمة جداً وذلك لما لها من تأثير كبير على العمر الافتراضي للعلف ورطوبة المنتج النهائي. إن أهم وأسرع وسيلة للتحكم في مستوى رطوبة العلف المنتج هي تغيير وقت بقاء العلف في المبرد. فإذا كان العلف الخارج من المبرد دافئاً ورطباً فهذه علامة على أن المبرد لا يعمل بشكل صحيح.

قبل التعبئة (Packing)

بعد إجراء عملية التبريد للعلف يدخل العلف إلى خزانات المنتج النهائي، وعلى الرغم من أن وظيفة المبرد في خط الإنتاج هي التبريد وتقليل الرطوبة ، إلا أنه يمكن إزالة بعض الرطوبة والحرارة في خزانات المنتج النهائي أو أثناء التعبئة. 

لذلك من المهم إيجاد تهوية مناسبة لخروج الهواء الساخن والرطب، وفي حالة تراكم الأتربة والرطوبة تتشكل كتل متعفنة في الخزانات والتي تؤدي الى اصابة العلف بالتلوث بالسموم الفطرية وقد تدخل هذه الكتل إلى أكياس المنتج النهائي وتسبب فقدان ثقة المستهلك.

عادةً ما يتم أخذ عينات من المنتج النهائي لقياس نسبة الرطوبة قبل إجراء عملية التعبئة ونقل العلف الجاهز الى العميل ويعتبر هذا من المؤشرات الهامة للتحكم في محتوى الرطوبة للعلف على طول خط الإنتاج.

ما هو مستوى الرطوبة المناسب لعلف الدواجن؟

 يعتمد المحتوى الرطوبي المناسب للأعلاف على طريقة التكييف والتبريد والتجفيف والتخزين والرطوبة ودرجة حرارة البيئة والموسم. حيث يتراوح محتوى الرطوبة  في علف الدواجن في العادة ما بين 8 و 10%. في حين قد تؤثر كمية أقل من هذه النسبة على استهلاك العلف، وقد تزيد الرطوبة العالية من خطر الاصابة بالعفن والفساد. 

ومع ذلك ووفقًا للمعايير البيطرية المحددة فإن المحتوى الرطوبي المقبول للعلف يمكن أن يرتفع حتى 12%. اما في المناطق الرطبة أو في مواسم السنة الباردة فيعد استخدام مواد رابطات السموم الفطرية في مصانع الأعلاف الحيوانية قضية حتمية وضرورية ملحة.

ختاماً تجدر الإشارة إلى أن استخدام مواد رابط محببات العلف (Pellet Binders) والمطهرات (Disinfectants) والمحمضات (Acidifiers) والمواد الخافضة للتوتر السطحي (Surfactants) ومضادات أو رابطات السموم (Toxin Binders) تعد من الطرق الفعالة في إنتاج علف عالي الجودة في المصانع.

✍ د. محمد الزوقري