يواجه قطاع الأسماك في بيرو مجموعة من التغيرات المناخية، التي تلقي بظلالها السلبية على قطاع الأسماك والثروة السمكية، وقد يحدث هذه التغيرات بفعل ظاهرة “النينو” المناخية التي ينتج عنها ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات الناتج عنها أيضا الجفاف والفيضانات، مما يؤثر بالسلب على دولة بيرو التي تعد هي الأولى عالمياً في إنتاج زيت السمك ودقيق السمك أيضاً، التي يتم صناعتها من أسماك الأنشوجة خاصة نوع “الانجراوليس رينجرز”، حيث موطنه المياه المعتدلة في البرودة التي تتواجد على سواحل بيرو وتشيلي.

وفي سياق متصل، أوضح عدد من خبراء المناخ أن ظاهرة التغير المناخي لها ظاهرة النينو أكثر تكراراً مما تلقي بالتأثير السلبي على قطاع الأسماك.

اسوء أزمة

وفي الواقع، أعرب أحد الصيادين على متن السفينة العملاقة “تيبورون7” أن درجات حرارة البحر قد ارتفعت بمعدل 4 أو 5 درجات مئوية، وهذا الأمر ألقي بظلاله السلبي على قطاع الثروة السمكية، مما تجعل السفينة ليس لديها القدرة على التحرك، مؤكداً على أن هذه الظاهرة قد تؤثر على عملية الصيد لمدة قد تتراوح ما بين عام أو عامين، مشدداً أنه إذا استمر الوضع هكذا سوف يتدمر قطاع الثروة السمكية فعلياً.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الشركة الوطنية للصيد البحري “إدواردو فيريروس” على أن البلاد تواجه أسوأ موجة تقريباً منذ 25 عام، كما أن غياب الموسم الأول قد نتج عنه خسارة ما يصل إلى حوالي مليار دولار من الصادرات، كما تراجع معدل مبيعات الأسماك في بيرو في الفترة الزمنية ما بين يناير وسبتمبر نحو 26.3%، في حالة المقارنة مع الإنتاجية لنفس الفترة العام الماضي، ذاكراً أن ارتفاع درجات الحرارة كان سبب في عدم وفرة الطعام لأسماك الأنشوجة التي يمكنها أن تتغذى عليها، مما شهدت الأعداد تراجعا مبالغ فيه.

نسب أسماك الأنشوجة في المياه

كما أوضح مدير  شركة “لوسيانا” لصيد الأسماك في شانكاي روبرتو لارين، أن لم يعد يتواجد أي طعام في البحار لكي تتغذى عليه أسماك الأنشوجة، كما نجد أن الأسماك لا تنمو بشكل جيد بفعل هذا الأمر، ويتراجع إنتاج الأسماك، مما يؤثر على صادرات البلاد من زيت السمك ودقيق السمك بشكل كبير.