حقق الاستزراع السمكي الفترة الأخيرة قفزة مطردة في البلاد، فقد قفزت معدل الطاقة الإنتاجية للمزارع إلى حوالي 74% من قيمة الإنتاج السمكي، وقد تحققت تلك النسبة على الرغم من مواجهة البلاد العديد من التحديات المختلفة، والتي يجب الوقوف عليها والقضاء منها بأسرع وقت من أجل الوصول إلى نسبة اكتفاء ذاتي، ومن خلال بوابة بيطري توداي سيتم الوقوف على تحديات الثروة السمكية والاستزراع السمكي في سياق التقرير التالي:
التحديات التي تواجه الثروة السمكية في مصر
على الرغم من النمو الذي شهدته الثروة السمكية في الفترة الأخيرة، إلا أنها تواجه عدد من التحديات المختلفة، سواء كانت من معوقات سياسية أو قانونية أو إنشائية، ومن أبرز هذه التحديات والمعوقات هي
- وجود تداخل إداري بين جميع الجهات المختلفة المتعلقة بالثروة السمكية، ومن سمات ذلك التداخل، يجب على المستثمر أن يحصل على الأول على موافقة من هيئة الثروة السمكية، وزارة الزراعة، وزارة الري وزارة البيئة، وزارة الآثار، وزارة التسكين والإعمار، وزارة البترول، وزارة الداخلية، و حرس الحدود والمخابرات، كل هذه الإجراءات كانت سبب في عزوف عدد كبير من المستثمرين عن عملية الاستزراع السمكي واستكمال الإجراءات المختلفة.
- قدم عدد كبير من القوانين والتشريعات، حيث أن أغلبية القوانين المتعلقة بالاستزراع السمكي كلها قديمة، أي أنها قد تتطلب بعض التغييرات، لأنها قد تقف عائقا واضحاً أمام التنمية، وتحقيق الفارق.
- النزاع حول استخدام المصايد الطبيعية، حيث أنه هناك خلافات بين المستثمرين والجهات المعنية حول المصادر الطبيعية التي من الممكن أن يتم استخدامها مثل الأرض وموارد المياه، لذا يجب إيجاد حل من أجل التطوير والتنمية.
- عدم الوعي الكافي لدى المستثمر بأهمية الثروة السمكية، وذلك لأن الاستزراع السمكي لن يقتصر على حجز مجموعة من الأسماك والعمل على تنميتها، بل إنه في حقيقة الأمر يتطلب بنية تحتية قوية وسليمة للغاية، قد يتطلب منها أن تحقق طفرة في الإنتاجية على المدى القريب أو البعيد
- عدم الدراية الكاملة بكل طرق عملية الاستزراع وانشاء المزارع السمكية في البلاد، وقد يظهر ذلك عن طريق، العشوائية في التصميمات، حيث أن أغلب المزارع السمكية لا يتم إنشاؤها وفقاً لأي أسلوب هندسي منتظم أو غيره، وهذا الأمر يتمثل نظراً لعدم وجود أي مؤسسات هندسية متخصصة في إنشاء وتصميم المزارع السمكية المتعلقة به.
- مشاكل المفردات والزريعة، وتعد هذه المشكلة من أبرز المشاكل التي تواجه عمليات الاستزراع السمكي في مصر، وهذا لأن أغلب المزارع السمكية والمفرخات، قد تم إنشاؤها دون الوعي الكامل بأهمية هذه المفرخات، كما يتم عملها دون الوعي والإلمام بالطريقة السليمة لها، فمثلاً مفرخات السمك البلطي لم يتم الاهتمام بها اطلاقا، حيث يتم إنتاج الأسماك دون برامج تنمية محددة الاستراتيجية، والأهداف التي يتم العمل بناءاً عليها، مع عدم توافر زريعة محسنة وراثياً كانت سبب أمام الوقوف مكتوفي الأيدي دون التنمية والتطوير.
- مشاكل التغذية و الاعلاف، وكان السبب في هذه المشاكل هو الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، وهي ما كانت سبب في اتجاه وتوجه العديد من المزارع السمكية إلى إستخدام علائق صناعية غير متخصصة قد تكون مصنعة لحيوانات أخرى مثل استخدام أعلاف دواجن أو ماشية، أو قد تكون مستخدمة لأنواع أخرى من الأسماك.
لذا لابد من الوقوف على هذه التحديات من أجل تنمية الاستزراع السمكي، وتطوير وزيادة معدل الإنتاجية أكثر من ذلك.
