يتسارع مربي الماشية لبيع قطعانهم في ظاهرة جديدة من نوعها ذاع صيتها خلال الأيام القليلة الماضية في القرى والأرياف، ولم تقتصر هذه الظاهرة على مكان واحد فقط، بل انتشرت في جميع أنحاء الجمهورية، وجاءت هذه الظاهرة بالتزامن مع ارتفاع أسعار اللحوم الحية واللحوم الحمراء في الأسواق، ولكن هنا يستدعى أن نتساءل عن سبب بيع المربين قطعانهم، وما أثر هذه الظاهرة في السوق الفترة المقبلة؟

وأجاب على هذا الأمر، المهندس حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين في تصريحات خاصة لبيطري توداي قائلاً إن مربي الماشية في سباق لبيع قطعانهم، نتيجة التهاون والتغاضي من المحليات للبناء في الأراضي الزراعية مرة أخرى، مما خلق لدى المربين هوس بيع القطعان للتخلص من أعباء تكاليفها، وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج.

المباني والماشية

وأوضح “أبو صدام” أن هذا الأمر نتج عنه في أيام قليلة جداً ارتفاع مستلزمات الإنتاج من الأسمنت والطوب والمواد الأخرى، فضلاً عن ارتفاع أسعار اللحوم الحية في الأسواق، مع توقعات بزيادة مرتقبة خلال الأيام المقبلة.

مشيراً إلى حدوث عجز في أعداد الماشية بالأسواق، بالإضافة إلى العجز الواقع فعلياً الذي يبلغ حوالي 40% من إجمالى الثروة الحيوانية، مع زيادة التعديات والمخالفات على الأراضي الزراعية، مما يهدد القطاع الزراعي هو الأخير.

عشوائيات القطاع

وأكد “نقيب عام الفلاحين” أن قطاع الماشية يعاني من العشوائية المفرطة، فخلال الأيام الماضية انتشرت ظاهرة الذبح الجائر للمواشي من الإناث و صغار الماشية، مما كان سبب في انخفاض أعداد الماشية في الأسواق، وانعكس على أسعار الماشية في النهاية، حيث تراوح سعر البقر الواحد ما بين 45  و 75 ألف جنيها، في حين أن أسعار اللحم البقري القائم تتراوح ما بين 130 و 135 جنيها.

مستقبل اللحوم

وتوقع أن يواجه قطاع اللحوم تخبطات الفترة المقبلة كنتيجة لبيع الماشية، وارتفاع أسعار الدولار الذي يحجم الكميات المستوردة من الخارج، سواء كانت من الماشية الحية أو من اللحوم، لهذا ناشد الحكومة بضرورة فرض الرقابة المشددة على المباني والانشاءات الزراعية للحد من بيع القطعان بالإضافة إلى توفير الدولار للمساهمة في خفض أسعار الأعلاف ليشجع المربين على العودة للتربية مرة أخرى.