خلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت أسعار الدولار في السوق السوداء بمعدل كبير، ولأول مرة يحدث في عملة أجنبية أن ترتفع قيمتها بمعدل جنيها على مدار اليوم، فدائماً ما يكون معدل الارتفاع مجرد قروش، ولكن ما يحدث في الدولار هو على غير العادة، وبهذا نجد أن جميع مستلزمات الإنتاج في قبضة الدولار، باعتبار أن 70% منها مستوردة من الخارج.
وبهذا مع تخبط أسعار الدولار الأمريكي في السوق السوداء، تلقائيا نواجه تخبطات في أسعار الأعلاف، و خامات الأعلاف.
الدولار والأعلاف
وفي سياق متصل، قال محمد البدرة صاحب البدرة تريدينج للأعلاف في تصريحات حصرية لبيطري توداي إن ما يحدث في سوق الأعلاف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدولار، وفي ظل تباين أسعار الدولار وعدم استقراره، ستظل أسعار الأعلاف غير مستقرة، مؤكداً أن الأعلاف فعلياً في قبضة الدولار، ولا تتحرر منها إلا في حال الرقابة على أسواق العملات الأجنبية.
وتعجب “البدرة” من ارتفاع الدولار الغير مبرر فيه ، مطالباً بضرورة تفعيل الرقابة على الأسواق الموازية للدولار للتحكم في أسعار خامات الأعلاف، وجميع المنتجات الأخرى المستوردة من الخارج.
الإفراجات الجمركية
وأضاف أن الحكومة تواصل الإفراجات الجمركية بمعدل يومي ومستمر تقريباً، ولكن نظراً لارتفاع أسعار الدولار، ستكون أسعار الأعلاف مرتفعة، مؤكداً على حجم المعروض الموجود في الأسواق الذي يتناسب مع حالة الطلب، فالسوق غني بالخامات والأعلاف، ولكن ارتفاع العملة هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع الخامات.
الرؤية المستقبلية
ومن جانبه، أوقف “البدرة” توقعاته لسوق الأعلاف على قيمة الدولار الأمريكي في السوق السوداء، وذلك لأن تجار العملة يتعاملون مع الدولار على إنه سلعة، لذا لا أحد يعلم ما يمكن أن يحدث في القطاع الفترة القادمة.
وفي سياق متصل، أدان المهندس طارق هلا مدير الشركة المصرية الهولندية لصناعة الأعلاف في تصريحات خاصة لبيطري توداي موقف التجار باستغلال الأحداث في السوق، متلاعبين بالأعلاف، مؤكداً على أن الإفراج عن بذرة الصويا قليل جداً، لذا يقل تواجد نسبة الصويا في السوق، مما زاد سعرها إلى هذا الحد خلال فترة قصيرة جداً.
وأوضح أنه في ظل ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي في السوق السوداء ستظل أسعار الصويا والذرة في ارتفاع، وبالتالي ارتفاع أسعار الأعلاف، فضلاً عن ارتفاع تكلفة المنتج النهائي، مما يظهر تأثير كل ذلك الأمر على السوق المحلى، ويسبب مشاكل للمستهلك والمربي قبله.
