أحدث طرق صياغة تراكيب أعلاف الدواجن المتزنة غذائياً واقتصادياً

كتب : د. محمد الزوقرى

أدى التطور السريع في تربية الدواجن خلال العقود القليلة الماضية إلى ظهور مصطلح صناعة الدواجن بشكلها الحالي، حيث تتغير صناعة الدواجن وتتحسن باستمرار من أجل استخدام طرق أحدث وأكثر فاعلية وفي السطور التالية سوف نوضح أحدث طرق تصنيع الأعلاف من خلال بوابة بيطرى توداى.

حيث تعتمد كفاءة إنتاج اللحوم أو البيض على القدرة الوراثية للقطيع، و من ناحية أخرى ينجح مربي الدواجن عندما يكون قادراً على إظهار القدرة الوراثية للقطيع من حيث كفاءة الإنتاج على أعلى مستوى ممكن، و تعتبر التغذية المتوازنة للقطيع أحد الشروط الرئيسية للوصول إلى أقصى كفاءة إنتاجية.

و لهذا السبب، من الضروري إعداد نظام غذائي متوازن من حيث العناصر الغذائية (البروتين والكربوهيدرات والدهون والمعادن والفيتامينات) التي تلبي احتياجات الطائر.

  بالطبع، بقدر ما يمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية في تركيبة العلف إلى انخفاض في كفاءة الإنتاج، بقدر ما يؤدي ارتفاع مقدار نفس العناصر الغذائية في التركيبة أيضاً إلى خسارة اقتصادية ويمكن أن تضر بصحة الطائر.

من ناحية أخرى، فإن الهدف الرئيسي لأي شركة من تربية وإنتاج الدواجن بالإضافة إلى إنتاج البروتين الحيواني هو الحصول أعلى ربح ممكن، ونظراً لأن أعلى تكلفة لإنتاج الدواجن تتعلق بالتغذية (60-70٪ من التكاليف)، وبناءاً على ذلك بات من الضروري بالإضافة إلى تلبية الاحتياجات الغذائية للطائر تكوين تراكيب علف اقتصادية.

في الواقع من أسرار نجاح مربي الدواجن هو إعداد تراكيب متزنة بأقل سعر ممكن، ولتحقيق هذا الهدف، يجب الاستفادة المصادر الغذائية المحدودة والمكلفة بأفضل طريقة.

 إن تحضير علف الدواجن ليس بالمهمة السهلة ولا يقتصر ذلك على خلط عدد قليل من المكونات، ولكنه يحتاج إلى معلومات دقيقة وكاملة عن مقدار الاحتياجات الغذائية للقطيع وقيم التحليل الغذائي وجودة المكونات المتاحة.

التركيبة المثالية 

يمكن أن نطلق مصطلح التركيبة المثالية على تلك التركيبة ذات السعر الأدنى والتي يمكن من خلالها الحصول على الحد الأقصى من الإنتاج. 

قد ينتج عن تركيبة العلف باهظة السعر الحد الأقصى للإنتاج، ولكنها قد لا تكون اقتصادية لكل وحدة إنتاج،  وبنفس الطريقة، فإن التركيبة الأرخص ليست دائما الأكثر اقتصادا.

 عند تكوين أو صياغة تركيبة العلف يكون الهدف تأمين العناصر الغذائية (الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن …) التي يحتاجها الطائر، وهذا هو سبب خلط المصادر المختلفة للأعلاف معاً.

 فإذا كان من الممكن تأمين الاحتياجات الغذائية للطائر من العناصر الغذائية المختلفة من مصادر علفية أرخص، في هذه الحالة يمكن التحكم في تكلفة التغذية بشكل كبير، وبالتالي فإن إحدى طرق التحكم في أسعار العلف هي معرفة التركيب الكيميائي الدقيق للأعلاف واستبدال النادر والباهظ منها بمكونات رخيصة. 

نظراً لأختلاف الظروف البيئية وأسعار الأعلاف من منطقة إلى منطقة أخرى لذلك يجب على مربي الدواجن تكوين تراكيب علف مناسبة وفقًا للإمكانات المتاحة ووفقا للسياسة والخطة الإدارة المتبعة في الشركة وأيضاً بحسب المواسم المختلفة من العام التي تؤثر على توفر المكونات بأقل سعر ممكن.

كما تعلمون أنه يتم حساب تركيبة العلف بالاستعانة بالعمليات الرياضية،  فعلى سبيل المثال، إذا تم عند حساب تركيبة العلف لعمل اتزان بين 10 عناصر غذائية و باستخدام 10 مصادر علفية فمن الضروري إجراء حوالي 450 عملية رياضية مع أجهزة الكمبيوتر وبرامج صياغة تراكيب العلف التي تعمل على أساس البرمجة الخطية ، لا داعي لمعرفة الطرق الرياضية بعمق ويمكن تعديل تركيبة العلف في غضون دقائق قليلة.  يقضي الكمبيوتر على العديد من أخطاء المحاسبات اليدوية وينفذ العمليات الرياضية بشكل أسرع من البشر.

 يفحص الكمبيوتر جميع الطرق الممكنة لحل المشكلة ويختار أفضلها، في حين أنه الطريقة اليدوية تستغرق وقتًا طويلاً، إن لم يكن من المستحيل، إجراء هذه الحسابات دون أخطاء من قبل البشر. 

يسمح لنا برنامج الكمبيوتر بخلط كمية كبيرة من المكونات من أجل تحقيق الإتزان بين العديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها الطائر (مثل الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن …) بأقل سعر وأي قيود أو محددات تتعلق باستهلاك مكون علفي معين. 

عند استخدام الكمبيوتر لعمل تركيبة علفية يجب تقييمها من حيث مدى إمكانية الاستفادة منها بحسب فسيولوجيا الجهاز الهضمي للطائر، لأن الكمبيوتر يعالج المعلومات المعطاة له فقط، وأي خطأ في المعلومات الأولية ينعكس على عمل الكمبيوتر. كما أن الشرط الأساسي لإعداد تراكيب علفية متزنة بأقل سعر بواسطة الكمبيوتر هو إعطاء المعلومات الصحيحة، بما في ذلك التركيب الكيميائي للمكونات والسعر المطلوب للتركيبة 

إن برنامج تكوين تراكيب العلف باستخدام الكمبيوتر قادر فقط على تنفيذ الأوامر المعطاة له ولا يمكنه اتخاذ أي قرارات خارج المعلومات المعطاة له. 

المعلومات التي يحتاجها الكمبيوتر لضبط التركيبة هي:

  • الاحتياجات الغذائية للسلالة.
  • التركيب الكيميائي للمكونات.
  • المحددات الغذائية المسموح 
  • أسعار المكونات.

 المعايير المهمة المتبعة عند تكوين تراكيب العلف المتزنة 

  • الأحماض الأمينية:

يجب أن يكون مستوى البروتين في التركيبة مناسبا بحيث لا يسبب دفعاً مفرطاً للنيتروجين. يمكن التحكم في مستوى البروتين بشكل أفضل من خلال خلق تنوع في مكونات التركيية والتي بدورها تحتوي على مقادير مختلفة من الأحماض الأمينية. حيث تعتمد قدرة الدواجن على إظهار قدرتة الوراثية على تلبية احتياجاتها من الأحماض الأمينية.

يوضح الجدول أدناه إتزان تركيبة العلف من كل حمض أميني

جميع الأحماض الأمينية (g/1000 Kcal/Kg)

مثيونين + سيستين

(3.3 – 0.105 A)

مثيونين 

(2.03 – 0.09 A)

لايسين 

(4.47 – 0.183 A)

ثريئونين 

(2.93 – 0.11 A)

أرجنين 

(4.9 – 0.2 A)

فالين

(3.5 – 0.14 A)

ايزوليوسين

(3.05 – 0.115 A)

تربتوفان

(0.8 – 0.035 A)

حيث A: عبارة عن عمر القطيع بالاسبوع

يتم تحديد مقادير الأحماض الأمينية لكل 1000 كيلو كالوري من الطاقة لكل كيلوجرام من العلف بناءً على متوسط عمر القطيع.  

فعلى سبيل المثال يتم حساب مقدار  اللايسين المطلوب لتركيبة النامي خلال 21 – 35 يوم من العمر بواقع 3150 كيلو كالوري لكل كيلوجرام من الطاقة الأيضية على النحو التالي:

متوسط عمر القطيع:

(35 + 21)÷2 = 28 يعني 4  أسابيع

مقدار إحتياجات اللايسين لكل 1000 كيلوكالوري طاقة: 

4.47 – (0.183× 4) =  3.74

نسبة المئوية اللايسين المطلوبة لكل كيلوجرام من العلف: 

 (3150 × 3.74)÷ 1000 

= 11.8 جم /كجم 

11.8× 100 = 1.8 %

أضف تعليقك هنا

Add a Comment

You must be logged in to post a comment

الأخبار ذات الصلة

توقع المزارعون البرازيليون من حصاد ما يصل إلى حوالي 100.5 مليون طن من الحبوب لموسم 2023/2024 بانخفاض قد تصل إلى نحو 9.9% …

عندما أقبل وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الجديد السيد علاء فاروق أدائه اليمين أمام رئيس الجمهورية، أدلى بأول تصريحات خاصة بأهمية تحقيق الاكتفاء …

أعلن رئيس الوزراء عن التشكيل الوزاري الجديد خلال الساعات الأخيرة، ليتقدم واحد تلو الآخر لحلف اليمين أمام رئيس الجمهورية خلال الساعات الأولى، …

يواصل ميناء دمياط الإفراجات عن خامات الأعلاف وطرحها في الأسواق من أجل تلبية احتياجات السوق المحلي، والمساهمة في خفض أسعار الذرة الصفراء …