كما رأينا خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاع أسعار خامات الاعلاف من الذرة والصويا بشكل مبالغ فيه، توجهت الهولندية للأعلاف لتبني مبادرة من أجل العمل على تثبيت سعر الأعلاف، باعتبار أن أغلب الشركات لديها مخزون استراتيجي من الذرة والصويا، ولكن لم يحالفها الحظ إطلاقاً، لأنها تعرضت لعدد كبير من الانتقادات المبالغ فيها، وكذلك توجيه اتهامات إلى الهولندية بأن المنتجات النهائية لها غير صالحة للاستخدام، ولكن ما رد الهولندية على ما حدث؟، وما هو رؤيتهم وفقاً لما يحدث في السوق من تغيرات؟
في سياق متصل، قال المهندس طارق هلا مدير الشركة المصرية الهولندية لصناعة الأعلاف في تصريحات خاصة إن الهدف من المبادرة هو دعم المربي، ومساعدته على الإنتاجية، وعدم استغلال الأوضاع العالمية قبل أوانها.
معرباً عن أسفه الشديد حول ردود الفعل التي واجهت المبادرة، وأنه كان يتمنى أن تتم لخدمة المربي، لمواجهة التغيرات العالمية المبالغ فيها الفترة الحالية.
أسباب الانفلات في الأسعار
وفيما يتعلق بانفلات أسعار الأعلاف، أشار “هلا” إلى موقف التجار باستغلال الأحداث في السوق، مؤكداً على أن الإفراج عن بذرة الصويا قليل جداً، لذا يقل تواجد نسبة الصويا في السوق، مما زاد سعرها إلى هذا الحد.
كارثة التخزين
وأوضح “هلا” أنه يتواجد كارثة أخرى الآن، وهي أن المستوردين أقبلوا على تخزين الذرة المحلية في المخازن، ولكن ليس لديهم استراتيجيات تخزين الذرة، مما كان سبب تعفن الذرة المحلى نظراً لقلة الإقبال، وكل هذه العوامل كان لها تأثير سلبي بالفعل على الأسواق، وفي ظل ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي في السوق السوداء ستظل أسعار الصويا والذرة في ارتفاع، وبالتالي ارتفاع أسعار الأعلاف، فضلاً عن ارتفاع تكلفة المنتج النهائي، مما يظهر تأثير كل ذلك الأمر على السوق المحلى، ويسبب مشاكل للمستهلك والمربي قبله.
المبادرة
وعقب “هلا” على ما يحدث في السوق والمبادرة، مؤكدا على رفضه الشديد لهذه المبادرة، لأن الفترة القادمة سنشهد انعدام المنتج النهائي، فبدلاً من أننا نبذل جهود لتخفيف الأسعار، سنشهد شحية المنتج النهائي في السوق، وبدلاً من خفض تكلفة المنتج النهائي، نعمل على توفير مدخلات الإنتاج بأسعار مدعمة، تشجع المربي على الاستمرار في التربية، وبالتالي زيادة الطاقة الإنتاجية للسوق، مما ينخفض السعر النهائي دون تدخل أحد.
