تعاني مزارع المحار في اليابان من ارتفاع درجات حرارة المياه، المؤثرة بالسلب على حجم الإنتاجية في المزارع، وهي ما تقف حائل بينها وبين نمو المحار والكائنات البحرية الأخرى، تبعاً لتراجع مستويات الأكسجين في المياه.

وتبعاً للبيانات الصادرة من الإدارة الوطنية الأمريكية من المحيطات والغلاف الجوي، أن درجات الحرارة التي سجلتها المياه خلال شهر أغسطس الماضي، كانت في أعلى مستوى لها، حيث سجلت في بعض المناطق ما يصل إلى 37 درجة مئوية.

وسببت درجة حرارة المياه المرتفعة في التأثير على سلوك الثروة السمكية وأنماط الهجرة المختلفة، فمثلاً أسماك الدنيس التي تمتلك رؤوس سوداء والأكثر نشاطاً في دولة ميساكا اليابانية أصبحت أكثر نشاطاً في أشهر الشتاء، فضلاً عن أنها تتغذى على يرقات المحار التي يتم زراعتها.

الثروة السمكية في اليابان

وباعتبار أن اليابان تحتل مكانة عريقة في إنتاج الكائنات البحرية منذ أكثر من 4 عقود، حيث بلغت إنتاجية مصايد الأسماك في ثمانينات القرن الماضي ما يصل إلى لأكثر من 12 مليون طن سنوياً.

وفي الواقع، أن إجمالي هذه الإنتاجية بدأت في التراجع منذ أكثر من 10 سنوات تقريباً، ويذكر أن أعلى معدل انخفاض سجلته الثروة السمكية في اليابان كانت في عام 2022 الماضي، بقيمة انتاجية تسجل 3.85 مليون طن، بنسبة انخفاض تسجل حوالي 7.5% في حالة مقارنته مع العام السابق.

ارتفاع أسعار الثروة السمكية

وتبعت نسبة الانخفاض الواقعة في الثروة السمكية باليابان شكوى المواطنين من ارتفاع أسعار الأسماك وجميع المأكولات البحرية الطازجة، وهذا ما سبب ضرر مبالغ فيه للتجار والمستهلكين في اليابان.

ولم يلحق الضرر فقط بأسعار الأسماك التي ارتفعت، بل إنها أثرت على سلوك هجرة الأسماك، التي أصبحت تهرب إلى المناطق الأكثر برودة.

فمثلاً أسماك الماكريل، و أسماك الحبار الطائر تتحرك من أماكنها إلى مسافات أبعد طويلة في المياه المفتوحة، مما يتطلب من الصيادين اليابانيين تكلفة أكبر في الوقود للوصول إلى هذه الأنواع، وهذا ما ينعكس بالسلب على أسعار الأسماك أيضاً.

جهود مبذولة

وقد أعلنت وكالة مصائد الأسماك التابعة لوزارة الزراعة ومصائد الأسماك أنها ستبذل قصارى جهدها من أجل تعويض الخسائر الناتجة عن تغير المناخ، وسوف تتبع ذلك الأمر من خلال تنمية كهربة زوارق الصيد، مع التوجه إلى الاستثمار في استزراع الأنواع التي تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وتنمية يرقات أسماك السلمون من أجل تحمل درجات الحرارة الأشد قسوة.